بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 15 ديسمبر 2012

وجهاً من وجوه الازمة العراقية


ان ما حصل في العراق من حروب داخلية وخارجية  وحصار وقمع قبل  حرب 2003 واثناء الحرب وبعدها، من  قتل وتدمير وقمع وسرقات  وتغييب للعقل والانسان، والذي وصل حد التجهيل اليومي،واختصر وصفه في تقرير الامم المتحدة – الاهداف الانمائية للالفية في العراق-  تحت عنوان –" العراق ينتظر جيلا من الاميين "[1] كل هذا يدفع لا بل و يفرض على القوى التي صنعت تلك الماساة وساعدت عليها، ان تجد وسائل كثيرة، لابقاء دوامة العنف واللااستقرار، كي لا يصل الشعب يوما الى حقيقة ما حصل، او التقاط انفاسه لمعرفة  ذلك وحساب نتائجه، خوفا من هزةٍ شعبيةٍ ، قد تفرض المطالبة بمحاسبة الجميع ، والتي ربما لم تكن نتائجها "حميدة" على تلك القوى التي عاثت ولازالت ...فسادا.

 ان جزء من "علاج" هذا الامر اي تجنب حالة الثورة الشعبية او الوعي الشعبي لعمق الجريمة التي ارتكبت بحق العراق كدولة وتاريخ وشعب، والتي لا تقل خطورة عما ارتكبه النظام ومن دعمه قبل ذلك، هو ابقاء دوامة العنف مستمرة وتفعيل دوامة الازمات السياسية، ناهيك عن ادخال الشعب وعلى ارضية العنف في حالة من الصراعات الدينية عبر تثوير الفتاوي والدعاوي بهذا الاتجاه او ذاك ، مراهنين ان تؤدي  النتائج من تلك الوسائل الى حالة كبيرة من الاحباط  وفقدان الامل بين المواطنين وفي صفوف من يتصدر حركات التغيير، وهذا هو المطلوب، حيث سيقوم غالبية الناس والفقيرة منها بترديد عبارة " عمي انريد انعيش "خليهم شيريدون يسوون.... يسوون" " اني شعليه"  تمام كما تمكنوا من قبل من دفع الناس لترديد عبارة " لياتي شارون ويخلصنا من صدام" او نوافق حتى اذا اتى شارون واسقط صدام" هذه الشعارات التي ادخلوها الى عقول البشر من خلال عملية العصر الاقتصادي  وربط الاحزمة على البطون  في حصارهم  انذاك من جانب واطلاق يد النظام بالحروب والقمع والتنكيل واشاعة روح اليأس، من جانب اخر ليكتمل المشهد  "بمخبرت" الاحزاب التي كانت ترفع شعارات معارضة النظام، "اي ربط الكثير منها باجهزة مخابرات دولية واقليمية، كي يطمسوا معالم جريمة النظام و المجتمع الدولي بحق الشعب العراقي والتي لازالت مستمرة حتى اليوم.

ان ما يدفع " الجماعات السياسية "  المهيمنة على القرار في العراق على اختلافها  وحماتها الدوليين  من تعميق حالة اللا استقرار المتمثلة في العنف  والتفجيرات والقتل  واثارة الفتن والنهب العام لثروات البلد  والمزايدات القومية الفضفاضة التي لا تهدف الا لزيادة التطرف القومي وبالتالي المزيد من الدماء والانقسام والتفتت، ما هو الا  محاولة من هذه الجماعات  لتجنب ساعة الحساب الشعبي، على الطريقة العراقية ، وهم يدركون تلك الطريقة جيدا!  لهذه تعمل هذه "الجماعات السياسية" ومن خلفها حماتها الدوليين  على فرض هيمنتها السياسية بكل الاساليب والاشكال، ومنها تغييب العقل الوطني من خلال التشويش اليومي الذي يمارس عليه وبشكل حاد، كي تحافظ هذه " الجماعات ومن خلفها" على مصالحها  وليس مصالح العراق وشعبة وامنة القومي.

ان السنوات الماضية، اي منذ ظهور الازمة في العراق، منذ نهاية السبعينات تقريبا وحتى يومنا هذا  تشير الى خلو العراق من القوى السياسية بالمفهوم العلمي للكلمة، اي ان قوى قائمة على اساس طائفي ديني وعشائري ومليشياوي مسلح  او تابعة لخارج الحدود وتدار من هناك!!  وليس لديها اي برنامج  ذات بعد وطني ورؤى مستقبلية، و لاتمتلك بعض المصداقية  تجاه ما تطرحه من شعارات، ولا اريد القول مصداقية كاملة!!، ناهيك عن الامر المهم جدا  الا وهو جهلها في العمل السياسي وما يترتب عليه ، وعدم ادراكها بوجود الخط الاحمر الا وهو الامن الوطني او القومي للبلد والذي  يجب ان لا يتمكن احد تجاوزه او اللعب عليه ايا كانت الاسباب، لا يمكن اعتبارها قوى سياسية نابعة من حراك  يحمل مشروع سياسي مستقبلي، بل ان هذه الجماعات ومن نفخ بها الروح ،  عملت ولاتزال على تغييب الشارع العراقي ، بقوة السلاح والسياسات الرجعية والفساد والافساد والعنف والحروب والحصار والتجهيل  .

 وهنا لابد من الاشارة  وعلى خلفية الامراض التي استشرت في المجتمع العراقي  فان تلك الجماعات لايمكن ان تمنح  لا شهادة حسن سلوك ولا اثبات خلوها من تلك الامراض.  اذا كان الفساد على المستوى الشعبي ، فكيف  سيكون الصوت الانتخابي نزيه مثلا!! او من جرى انتخابه نزيها!! او كيف يكون ابطال الماعز والجاموس ابطالا و قادة قوميين في ذات الوقت ؟؟  

 لهذا فان " القوى السياسية " مفهوم اجوف في العراق وخصوصا حين غادرت تلك الاحزاب العقل الجماعي لجمهورها منذ زمن و ارتبطت بشيخ دين يفتي لها!! او جهة مخابراتية لدولة قريبة او بعيدة توجهها وتقبض منها !! او تعتمد العشيرة اساس لها!! وتبقى بعض القوى ذات النفوذ الضعيف  والتي لا يمكنها ان توصل قناعاتها وافكارها للجميع  ولا تاثيرها بسبب من التغييب والجهل في المجتمع، الذي تدفع غالبيته دفعا للحرب على خلافات" لا ناقة لهذه الاجيال بها ولا مصفحة" ، حيث تحتاج هذه القوى لوقت طويل كي تؤثر، اذا احسنت الحفاظ على نفسها و باختيار من ينشطون فيها وتحديد اهدافها.

اعتقد ان ادراك حالتنا واسبابها يعد امر اساسي لوضع طرق واساليب عمل جديده تتناسب مع واقعنا، كما تقلل ان لم نقل تبعد عن حالة التطير والجزع التي تصيبنا في بعض الاحيان. ان ماعليه مجتمعنا اليوم لا يمكن الغائه بفتوى او مقال وانما الفتوى والمقال وغيرهما ان وظفتا جديا قد تساهم بالاتجاه الافضل لتطوير الوعي ، نحو مجتمع افضل متطور وهذا لا يتم اساسا الا بتطوير التعليم وتوسيع رقعة الحرية وكف ايدي الظلام والمشايخ التي تحكم زورا باسم الدين عن تهديد العباد.

10-12-2012

كريم الربيعي
1 نشر في  جريدة الزمان  بتاريخ 6-8-2010 

قصص قصيرة جدا للنشر


 
مهداة الى اهلها

مع خالص التقدير

د.ماجدة غضبان المشلب

 
 
 
فطمت السماءُ ارضَها و لم تعد ترسل الانبياء.........
فطمت الارضُ سماءَها و لم تعد ترسل الاتقياء...........
فـٌـــــطِمت السماء..........
فـٌــــطِمتْ الأرض...............

 

الى صبر دجلة و الفرات

 

اكتظ الملعب كالعادة ، و تناسى اللاعبون الا ظلالهم..

الشرر يتطاير من حجارة تقذف من كل صوب..

_ أهذه برك من الدماء؟؟؟؟؟.

الظلال تنسج من اجتماعها ليلا..و الشمس في كبد السماء ارهقتها هجيرة آب..

سال النخيل بدموع من تبرزل ناضج..و انشغل النهر بتضرعه الى الضفاف..

اكتظ الملعب..تزاحمت الظلال..اتسعت برك الدماء..

مئات من جبال الحجارة و ملايين من العيون المفقوءة..و الليل في ظهيرة النهار يقيم.

 

 

 

الى الصبر المعدم و الاستاذ ماجد الغرباوي


هشة ذابت في فمي و تحت اسناني....و قد تجاهلت مذاقها كل حليمات لساني.....، الجوع فحسب ادرك اهميتها كلقمة يتيمة منذ ايام..


دخلت معهم ، لم اهرول كما فعلوا..قاصدا اياه لا سواه..

بضعة ثقوب في ثوبي كانت مصدر ريح مزعجة ظلت تعبث بلحية الشيخ البيضاء..
و رغم انه لم يترنح اسندته بنظراتي ، و هي تداعب معضلته على ورقة صغيرة... (د) (د + د + د)


_
اهذا كل شيء؟؟؟؟؟؟....


عيناه خاويتان و لا اجابة تستقيم تحت قلمه المرتعش..


_
 لاحاجة بك لكي تنحيني عن سقيفتك ايها الشيخ؟؟؟؟؟..

 لست مع كل دالاتك المتراكمة على الورق ، و لست في انتظارك..انما هناك من سرق خطاي و جاء بها اليك ، و انا احاول استعادتها!!.


التفت الي طفل هزيل..و هز رأسه بالموافقة ، واشار الى قدمي الرجل:


_
نعم سيدي..هي ليست له..انها خطوات امي و هناك خطوات اخرى ربما تعود لهذه المراة؟؟؟؟.


بدا على محيا الشيخ شبح ذهوللم يحتسبه من قدموا يهرولون الى السقيفة..


_
اسرقت خطى المرأة يا رجل؟؟؟؟؟؟.


_
لقد وجدتها عارية القدمين..و نائمة لا تود السير..و انا مستهلك الدروب الشائكة..


بضعة دمعات على خديه فقدت القها بين تجاعيد وجهه..

 ارتعد وجهه الجليل..و اعتلى صوتَه غبار رحلته و هو يغادر:

_ انا ايها الرجال قد اتيتكم بخطى امرأة نائمة ايضا......

 

لابد ان حادي العيس شهد تفرق الجمع و هم يخرجون من سقيفة تتهاوى..


التفت نحو سيده:
_
متى افترق القوم ابتعد الماء عن المكان
_
اجل و رحلت كل الخطوات القادمة بعيدا عن متاهة الصحراء

 
 

الى طفولتك و كهولتك ايها الغرباوي

 

انزلقت الحصى من بين اصابعه..،
ناعمة جدا..،
نفض التراب من على راحتيه..،
ثوبه الابيض مخضل ببعض الطين..،
سمع صوتها..
خلف جدار طيني..،
ماء يرتعش فوق جسدها اللدن


عاد الى الحصى..،
التراب ناعم جدا..،
و رائحته تعبق في المكان..


بين سحابات بيض ترجل الماء من فوق جلدها..
دق قلبه بشدة...........


_اهو المطر الذي بلل ثوبه
ام رذاذ لم يزل يداعبها؟؟؟؟؟

 

ينابيع الدم

الى "د.إيهاب فؤاد" و برنامجه "ينابيع الحب"

 

هذه غرز جديدة!!!.

غرفة عمليات اخرى..و قلبي.. و مشرط..و خيوط جراحية.

_ من طعنه مؤخرا؟؟؟.

_ فلنعمل ايتها الزميلة بصمت.

_ قلبك مليء بالغرز الجراحية...اعجب اين تجدين مساحة جديدة للحب؟؟؟؟.

_ الا تدركين اني لا احب الخوض في حماقة سكين مرت بي كومض برق؟؟؟؟.

_ الا تدركين ايضا ان صدري ليس الا ندبة كبيرة؟؟؟؟؟.

_ النساء حمقاوات...

_ بل السكاكين و الخناجر و من يحملونها.

 

من بعيد بدا من يرتل الآيات مرتديا ثوبه الابيض ملتحيا دون شاربين..و كذلك الخطيب.

لكزتني زميلتي:

_ هل تعرفين اية بقعة من الدماء التي على ثوبيهما كانت في عروقك يوما؟؟؟؟؟؟؟.

 

الى "ركضة طويريج"*

 

_ الى اين انت ذاهبة يا زينب؟؟؟؟؟.

لم اجب ، و اصبحت اسير بسرعة اشد حتى صار عدوا...

لم التفت الى الوراء ، غير إني ادركت ان عشرات من الخطى تتبعني..

مزيج من اللغط و الاصوات المنفرة..

زعيق ابواق و و ضربات على الارض اشد من وقع حوافر جحافل الجيوش..

كدت اسقط على وجهي عدة مرات و تدهسني الحشود التي باتت قريبة....

أقريتي تتبعني كلها؟؟...

أم انها بغداد من يحمل رجالها مشاعلهم خلفي يتعقبونني بين جدرانها المتصدعة؟؟ ...

ام ان نخيل طويريج يركض كأشباح على الضفاف و انا واهمة؟؟؟.

 

صرخة تتحد مع السماء..مع المدى..مع الفراغ..حولي بحناجر الذكور المرعبة:

_ زينب.......زينب؟؟؟.

 

_ الايفهمون علام اسرع و ابتعد ؟؟؟؟

 

قلت لفاطمة التي لحقتني.

 

_ كلا لا اظن .

 

قالت ام البنين التي انضمت الى لهاث صارت تترنم به مجموعة من النساء اللواتي اجهلهن.

عباءات سوداء تختزن الليل و الدموع و الاقمار و الزفرات و الغضب......

حشد ربما اضحى اكبر من حشد يلاحقنا.....

لم ننظر خلفنا ، و طفقنا نترك ما اضحى غبارا من لحى و عمائم.. و رقعة سواد العباءات تتسع.......تتسع كأنها ليل بهيم لا ينتهي.

 

 

 

الى "الطف" عام 1991*

 

متكور جسده الضئيل.

 

_هل تناولت طعاما؟؟؟.

 

_لا لم افعل منذ بدء القصف.

 

_هل تبقى احد من اهلك؟؟؟؟.

 

_لا .......انهم هناك تحت ذلك الركام.


_ تعال معي بني لا ينفع مجاورة الموتى.

 

_ و اين عساي اذهب؟؟؟

 

_ يقولون ان بغداد لم تزل هادئة......تعال معي بني.

 

نهض ببطء شديد..القى نظرة اخيرة على رقعة بيت كان قائما...

كلب ضخم انتزع ذراعا من بين الاحجار....

امسك بعباءتي بكلتا يديه مذعورا:

 

_ خذيني معك يا اماه!!!!!!.
 

*ركضة طويريج: يقال ان اصل اسم هذه المدينة هو  two way reach ، عندما دخلت القوات البريطانية العراق في عام 1917 ، وضعت لافته بسهمين للدلالة على ان هذه المنطقة يمكن الوصول اليها من طريقين الاول قادم من الحلة والثاني من كربلاء فتم اختصار الكلمة من قبل السكان المحليين من  (تو وي ريج) الى تويريج وبعدها الى طويريج، و من هذا القضاء التابع لمحافظة كربلاء يهرول الشيعة كل عام باتجاهها كجزء من شعائر حسينية لنصرة الحسين بن علي (ع) كما فعل الاسلاف في ذكرى معركة الطف ليجدوه قد قتل.

الطف*:هي صحراء منطقة كربلاء/العراق ، استشهد فيها الحسين (ع) يوم العاشر من محرم عام 61 هجرية مع اصحابه و اهل بيته ، و يقال ان عددهم يربو على السبعين في معركة غير عادلة مع جيش كبير ليزيد بن معاوية بن ابي سفيان ، و هو احد ابناء عمومته.

 

 

لقد وفى السيد رئيس الوزراء بوعده

 
اليس من حقنا الان ان نقهقه عاليا من غباء اشباه السياسيين العراقيين الذين لا يرون من عالم السياسة ودهاليزها ابعد من ارنبة انوفهم. واليس من حقنا اليوم ونحن نرى العراق يعيد انتاج دكتاتور جديد يسير بالبلد منذ توليه السلطة بتوافق الفاشلين الذين لم يقدموا لشعبنا ووطننا منذ وصولهم على ظهر دبابة امريكية الى اليوم الا الخراب والدمار الذي طال كل مفاصل البلد، ان نقول بعلو صوتنا الذي قمعته حراب وعصي ابناء عشائر المالكي الذين جاء بهم لقمع التظاهرات التي اندلعت شباط 2010 التي طالبت باصلاح العملية السياسية في ساحة التحرير، ان لا للدكتاتورية التي تستمد قوتها وديمومتها من النظام العشائري المتخلف. واليس من حق شعبنا على " ساسته " ان يجتمعوا لينزعوا فتيل هذه الازمة التي ان اندلعت شرارتها الاولى فانها ستحرق اليابس والاخضر، معرضة شعبنا الى حرب اهلية يختلط فيها الحابل بالنابل والتي ستكون نتائجها المدمرة اكبر بكثير من نتائج حروب وقمع الطاغية الاول مجتمعة.

 يا اشباه الساسة انتم وللاسف الشديد ووطننا وشعبنا الذي منحكم اصواته اليوم في مفترق طرق خطر بعد ان توسل السيد رئيس الوزراء بالعشائر العربية لتحشيدها مقابل ابناء وطنهم من الكرد، في حدث تاريخي لم يحدث في اي عهد من عهود العراق المختلفة منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة وليومنا هذا الا في عهد المالكي. فطيلة سنوات الصراع الكردي ضد المركز لم يكن الفرز القومي كما هو عليه اليوم، بل على العكس كان عرب العراق دوما الى جانب نضالات الكرد، وفشلت جميع الحكومات العراقية الا حكومة المالكي من تجييش هذا الحقد القومي الطائفي الذي نتمنى ان لا ينفلت من عقاله ليقود البلد الى دهاليز اكثر عتمة مما هي عليه اليوم. وفي الوقت نفسه لم تفشل القيادة الكردية طيلة فترة نضالها من اجل حقوق شعبها المشروعة في الحياة بكرامة كما فشلت اليوم في تضييق شقة الخلاف مع حكومة هم ليسوا جزءا منها فقط، بل ساهموا مساهمة فعالة وكبيرة في تشكيلها ليسلموا قيادة سفينة البلد الى قبطان اثبتت الاحداث من انه ورفاقه ليسوا سوى قراصنة يقودون البلد نحو المجهول. ناهيك عن ابتعادهم عن القوى الديموقراطية العراقية والتضييق على الحريات في الاقليم على الرغم من ان حالة الامن والاستقرار وحتى الفساد التي ساهمت بعملية البناء هناك لا يمكن مقارنتها ببقية مناطق العراق.  لقد علل الكرد ابتعادهم عن الوسط الديموقراطي العراقي بعدم فعالية وتأثير القوى الديموقراطية على الارض في نظرة قاصرة لا تفكر بالمستقبل !! وكأن الذين خرجوا مطالبين بالسلم في كردستان متحدين الاعتقال والفصل والتشريد بل وحتى القتل وهم انفسهم الذين بذروا مفاهيم الاخوة العربية الكردية والدفاع عن الشعب الكردي، ليسوا انفسهم الذين ادارت لهم الاحزاب الكردية ظهرها متنكرة لنضالاتهم "التي يحتاجها الكرد اليوم لمواجهة الطوفان البعثي الجديد" عندما كانت في زواج متعة مع احزاب الاسلام السياسي ومنها حزب الدعوة الحاكم.

 ان اقحام العشائر العربية "كما عشائر كربلاء" في القتال ضد الشعب الكردي من قبل المالكي الذي سيحول العراق الى حديقة خلفية ليس لحزبه الذي سينقلب عليه بعد ان يشتد عوده اكثر، بل الى قائمته "دولة القانون" التي سيحولها مستقبلا الى حزب سياسي لا يختلف كثيرا عن اي حزب دكتاتوري قمعي كحزب البعث الفاشي. لبرهان على عقلية رئيس وزرائنا في تأزيم المواقف مع شركائه والاستفادة القصوى من اختلاف وجهات نظرهم تجاه العديد من القضايا العقدية، كلما اراد الهروب من اخفاقاته المستمرة وفشله  في ادارة الازمات الموجود او التي ينتجها ويستنسخها. ان شركاء المالكي في العملية السياسية اليوم سيدفعون ثمناً غالياً لتهاونهم وعدم تكاتفهم لمنعه من ان ينفرد بالقرار السياسي باكمله ، بعد ان ينهي صراعه مع الكرد ، الحلقة الاقوى من سلسلة معارضيه. ان اعتماد المالكي على العشائر ومجالس الاسناد واغداق الاموال الطائلة عليهم نتيجة المداخيل الخيالية لبيع النفط العراقي، تشير الى وفاء المالكي بالوعد الذي قطعه على نفسه امام مؤتمر للعشائر عندما قال فيه ردا على هوسه عشائرية لا تختلف عن هوسات العشائر للطاغية الاول في ان لا تنطيها "الحكم" ونحن جنودك قائلا "هو اكو واحد يكدر ياخذها حتى ننطيها بعد"*.

 نعم ايها السيد رئيس الوزراء لقد وفيت بوعدك وها هم شيوخ العشائر يتهيأون لضخ الدماء في نهر الموت الذي لن يرتوي نتيجة عشقك للسلطة ويا ريتك لو كنت من خلالها قد قدمت شيئا لابناء شعبنا. وندعوك باسم فقراء "شعبك" للقيام بزيارات ميدانية لأية مدينة عراقية لتتعرّف من خلالها على احتياجاتهم. ولتفكر 1000 مرة قبل ان تهدد باشعال الحروب والحرائق ببناء "وطنك" ليعيش فيه الانسان العراقي بعز وكرامة.
 
http://www.youtube.com/watch?v=TAJDT3I7L0g رابط هوسة عشائرية للسيد رئيس الوزراء.

 
http://www.youtube.com/watch?v=9PstwDBeYUg رابط هوسة عشائرية للطاغية الاول.

في هوسات عشائر العراق بذّل للطغاة نستطيع القول .. ما اشبه اليوم بالبارحة..

 
زكي رضا

الدنمارك

12/12/2012

 

 

 

١٢/ ١٢/ ٢٠١٢

   شه مال عادل سليم
اذا كانت لغة الحرب تتصاعد وتيرتها والتحشدات العسكرية والتحضيرات تتواصل بين المركز واقليم كردستان  , فعلى الجانب الأخر من المشهد تعمل العديد من دول الاقليمية المعنية بالملف العراقي منذ سقوط الصنم الى يومنا هذا لاشعال الحرب و بث التفرقة والفتنة الطائفية المدمرة بين الشعوب والطوائف العراقية ...

نعم ...لايخفى تاثير هذه القوى الاقليمية في تخريب الواقع العراقي الحالي ...., فتركيا , عضو حلف الاطلسي , لها مصلحة مشتركة مع ايران وسوريا رغم مشاكلها الداخلية في مواجهة ( العدو ) الكردي ..!!, وايران , تخشى ما تخشاه تركيا وسوريا , بالاضافة الى محاولتها الجادة في استنساح النموذج القائم في طهران ...اما النظام السوري يصر باستمرار على الوقوف ضد الامن والاستقرار فى العراق , حيث كان يصدر الاف المقاتلين الانتحارين من الارهابين العرب الى العراق  وكانت  الهدف من هذة الحملات التخريبة  افشال تجربة العراق الديمقراطية  حفاظاً على كرسي حكمه, وخاصة بعد ان ادرك الاسد ان نظامه الدموي سينهار عاجلأ أو أجلأ ...........اما الأردن ,فالسعودية , ودول الخليج الاخرى , فانها سخرت جميع طاقاتها لتشويه صورة الواقع  العراقي وإيصال رسالة تخويف إلى شعبها  مفادها ان التجربة العراقية الجديدة ، منحت للعراقيين الجوع والقتل والارهاب والتقسيم  .....؟!

وهذا بالضبط ما يضع العراق في الزاوية الحرجة....وخاصة بعد ان  تصاعد نذر الأزمة بالعراق بعد عام تقريبا من رحيل القوات الأميركية، في ظل مؤشرات من الممكن أن تؤدي إلى تفجر نزاع عسكري بين الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان .....على الرغم من دعوات دولية لإجراء حوار لتهدئة الوضع حيث أعرب الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون في زيارته الاخيرة للعراق  ,عن قلقه من زيادة التوترات السياسية التي تعرقل الجهود الرامية لدفع العراق نحو التقدم والازدهار، مؤكداً أن استمرارها يؤثر سلباً على الوضع الأمني في البلد.
جدير ذكره ان مشاحنات ومشاكل المالكي مع الاقليم  تفاقمت بعد ان انسحبت القوات الأميركية العام الماضي و التي كانت تعمل كعازل بين حكومة بغداد الاتحادية وكردستان..
يذكر أن قرار تشكيل قيادة عمليات دجلة بقيادة عبد الامير الزيدي للإشراف على الملف الأمني في محافظتي ديالى وكركوك، وانضمت إليها في ما بعد محافظة صلاح الدين، أثار حفيظة الكرد بشكل كبير، إذ اعتبروه (لعبة) سياسية وأمنية وعسكرية هدفها مزيد من هيمنة الحكومة المركزية، في ظل مخاوف من نشوب حرب لا يمكن التنبؤ بمجرياتها واحداثياتها وساحة النزال فيها................. ,حيث قامت الحكومة العراقية بنشر قواتها في المناطق المتنازع عليها ,ودافع المالكي عن قرار حكومته بنشر القوات الحكومية، مشيرا إلى انه من حق الجيش الاتحادي التواجد في أي بقعة من العراق. وتصاعدت حدة التوترات والتصريحات النارية بينهما، ما أنذر بـ(حرب أهلية) وفق توقع المراقبين، كما اتهم كل طرف الآخر بتحشيد قواته، رغم تتالي المبادرات لحل الأزمة، وتدخل وساطات عدة لتقريب وجهات النظر وحل فتيل الأزمة لتفكيك النزاع. لكن بوادر التهدئة وحل الأزمة لم تنعكس حتى الآن على الأرض، في الوقت الذي لا تزال فيه القوات العراقية والبيشمركة في مواقعها، ولم تصدر أي أوامر لا من حكومة المركز ولا الإقليم بالانسحاب.

واعتبر مراقبون أن تصريحات المالكي الاخيرة واستخدامه مصطلح (المناطق المختلطة) بدل(المناطق المتنازع عليها ) مخالف للدستور , بالاضافة الى حديثه عن منع المسؤولين الأكراد من مغادرة البلاد وان الحكومة العراقية لن تمنح البيشمركة ميزانية خاصة لهذا العام لانها لا يحق لأي إقليم أو محافظة إنشاء جيش مستقل عن وزارة الدفاع , وان  البيشمركة لا تزال ميلشيا بحسب القانون لأنها لا ترتبط بوزارة الدفاع وتصريحات كثيرة استفزازية اخرى التي عقدت الازمة اكثر فاكثر...

ومن جهة أخرى يرى المراقبون والمعنيون بالشأن العراقي ان زيارة رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البارزاني إلى محافظة كركوك في 10 ديسمبر ـ كانون الاول الجاري لتفقد القطعات العسكرية للبيشمركة (تصعيدية) وتبث رسالة بعدم نيته بالتهدئة ...!!  حيث أكد البارزاني خلال الزيارة أن القبول بالمادة( 140 )لا يعني وجود أي شك لدى الكرد بكردستانية كركوك .والاكثر من هذا اصدر رئاسة الإقليم بيانأ رسميأ يطلب من المالكي تقديم استقالته بعد ان أعلنت منظمة الشفافية العالمية وهي منظمة دولية غير حكومية معنية بالفساد أسست في عام 1993 لكشف الفساد ومعالجته في أحدث مسح عالمي لمستويات الفساد في العالم لعام 2012 , أعلنت أن العراق يحتل المرتبة الثالثة في الفساد بين دول العالم بعد الصومال والسودان .....!!

وعليه يرى الكثيرون  بان الانفصال واعلان اسقلال كردستان هو الحل الافضل والجذري لانهاء المشاكل بين المركز والاقليم ....فيما ينفي رئيس الجمهورية العراقية جلال طالباني أن يُقدم الأكراد على الانفصال عن العراق، رغم المشكلات المتكررة التي تعصف بين حكومة الإقليم وحكومة المركز. . وذكر فخامته أن الشعب الكردي صوت على الدستور بأكثرية قام عليها الحكم الاتحادي الحالي في العراق، كما أن الشعب الكردي بإرادته وافق على الدستور حين عرض عليه بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 ......!

و السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : مادام  لاتوجد اي نية او مسعى للقيادة السياسية في اقليم كوردستان للانفصال عن العراق  ...اما ان الأوان لتبادر الحكومتين الى توحيد صفوفهم , تعيد النظر في برامجهم, ليتسنى لهم بوضوح استقراء افاق مستقبل العراق وشعبه الذي لايزال يعاني من الخوف واحتمال وقوع الحرب بين ( الاخوة الاعداد) ؟ !


 الا متى ستبقى حكومة المركز تراهن على معطيات بعيدة عن الواقع , وتدور في حلقات مفرغة , لايستفيد منها سوى كل اعداء الشعب العراقي القدامى والجدد .....؟!
 اخيرأ  ...........

12 / 12 /2012  الذي يصادف اليوم , تاريخ لن يتكرر.....هذا الموعد الذي يحمل رمزية تكرار رقم 12 قد يكون تاريخأ لاينسى ....... فهل يحمل ايضأ رمزية لدى الحكومتين (المركز والاقليم)  , ام يمر علينا مرور الكرام ويصبح يومأ كبافي ايام السنة   ...!!


    اربيل