بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 21 مايو 2011

محور الشر

التسمية التي  بدأ  تداولها في نهاية عام 2001 بعد احداث 11 ايلول في اميركا ، من صاحب فكرتها، ومن الذي هندسها ، ولماذا اتت؟؟ اسئلة عديدة ربما طرحت في الامس وربما اليوم حول الكثير من المفردات والمصطلحات التي نستخدمها في يومنا وفي تعليقاتنا دون ان نعرف ماهية خلفية تلك المصطلحات او المفردات  ولماذا وكيف جرت صياغتها؟
محور الشر  تسمية اطلقت على الدول التالية تحديدا العراق وايران، وحين اتت الملاحظة بان تحديد دولتين اسلاميتين سيثير الكثير من الغضب الحقت بهما كوريا الشمالية وهكذا اكتمل مثلث من ثلاث دول لتشكل " محور الشر" .
القصة بدأت منذ بدا الفريق الخاص بكتابة خطابات الرئيس الاميركي بوش الابن، وهو فريق مكون من خمس اشخاص  يكتبون مشروع الخطاب،  كل  شخص من هؤلاء  ياخذ على عاتقه  كتابة جزء من الخطاب يقدمه فيما بعد الى  مايكل جيرسون مساعد مستشارة  مكتب العلاقات العامة للرئيس ومسؤولة المكتب الخاص المكلف بكتابة خطبه" كارين هيوز""  حيث يقوم  مايكل بتوحيد الخطاب وتقديمه الى كارين هيوز،  التي تقوم بدورها بمراجعة الخطاب ووضع اللمسات الاخيرة عليه قبل تقديمه للرئيس الذي يعرضه بدوره على مستشاريه السياسيين.
يقول  دافيد فروم:
" في اواخر ديسمبر2001 اتصل بي " في مكتبي بالبيت الابيض" كبير كتاب خطب الرئيس  وهو " مايكل جيرسون" المساعد الرئيسي لكارين هيوز قائلا لي ": ( عندي اليوم مهمة تتعلق بخطاب الرئيس السنوي عن حالة الاتحاد" يلقيها اواخر شهر يناير 2002" فهل نستطيع   الاعتماد عليك في صياغة فقرة او فقرات تكفي لشرح الاسباب التي تدعونا الى تقصد العراق going after iraq ، هكذا يقول ديفيد فروم  في كتابه-الرجل المناسب - والذي يقتطف منه محمد حسنين هيكل في كتابه الامبراطورية الاميركية والاغارة على العراق في صفحة 234 ، يواصل فروم روايته فيقول" كان واضحا لي ان طلب جيرسون مني هو كتابة الفتوى التي تبرر حربا على العراق توضع في سياق خطاب الرئيس عن حالة الاتحاد اخر يناير 2002 ".
بهذا الامر بدات الفكرة التي يواصل روايتها فروم في كتابه الذي يقتطف منه هيكل نصوص مطولة ليقول " توصلت من هنا الى فكرة رئيسية مؤداها – ان ضرب صدام حسين – جزء من مواجهة المخاطر التي تهدد سلام العالم، لانه اول الشرور"
هذه الفكرة وغيرها تم عرضها على  مايكل جيرسون وكارين هوز  وقد نالت اعجاب الاثنين ، و قاموا  على اساس  ذلك بالاجتماع مع كونداليزا رايس مستشارة الامن القومي  للرئيس  " وقد اعجبت  كونداليزا رايس بالصيغة .... ورات انها تتسع لاخرين بينهم ايران، واضافت " نحن نريد ايران كذلك".
ويستطرد فروم :
ودارت مناقشة بدا فيها ان اول بلدان  في طابور الشر : العراق وايران، بلدين اسلاميان، وذلك يمكن ان يولد حساسيات في العالم الاسلامي ، واقترح جيرسون اهمية اضافة دولة ثالثة غير اسلامية، وقالت كوندي "كوريا الشمالية " وعقبت قائلة " اذن فان الثلاثة معا اصبحو محور للشر، ولا داعي لان نقول من الان ان الشر طابور طويل " وهكذا جرت ولادة تعبير  محور الشر  وقد اسعدني ان الرئيس بوش  قرا الفقرة المتعلقة بالعراق في خطابه كما كتبتها نهائيا  ولم يغير  فيها حرفا.
هكذا ولد  مفهوم او عبارة محور الشر وهكذ ا وضع اسم العراق على راس القائمة  كبلد يجب تحطيمه ليحقق رئيسها حلمه برد اشبه بالانفجار العظيم  كما كان يقول وليشعروا  بالعز والنصر  وتعويضهم عما اصابهم في احداث سبتمبر.
المقتطفات – ماوضع بين اقواس- ماخوذه من كتاب محمد حسنين هيكل الامبراطورية الاميركية والاغارة على العراق، دار الشروق. الطبعة الاولى 2003 والطبعة السادسة 2006

ليست هناك تعليقات: